دواء DDL-920: اكتشاف جديد يغني عن العلاج الطبيعي بعد الجلطة
تعد السكتة الدماغية من أبرز أسباب الإعاقة لدى البالغين على مستوى العالم. حيث يصاب بها حوالي 15 مليون شخص سنويًا، ويبقى نحو 5 ملايين منهم يعانون من إعاقات دائمة. ورغم أهمية العلاج الطبيعي في إعادة التأهيل، إلا أن فعاليته غالبًا ما تكون محدودة بسبب صعوبة الحفاظ على شدة التمارين المطلوبة. في هذا السياق، برز دواء جديد يدعى DDL-920، طوره باحثون في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA), ويعتبر أول علاج دوائي يظهر قدرة على محاكاة تأثيرات العلاج الطبيعي في نماذج حيوانية.
آلية عمل DDL-920
أظهرت الدراسات أن السكتة الدماغية تؤدي إلى فقدان الاتصالات العصبية في مناطق بعيدة عن موقع الإصابة، مما يضعف التنسيق الحركي. يرتبط هذا الفقدان بتعطل في نشاط خلايا تعرف باسم “الخلايا العصبية بارفالبومين”. هذه هي الخلايا المسؤولة عن توليد “تذبذبات جاما” الضرورية لتنسيق الحركات. لاحظ الباحثون أن العلاج الطبيعي يعيد هذه التذبذبات، مما يحسن من الاتصالات العصبية. ومن هنا، تم تطوير DDL-920 لاستهداف هذه الخلايا وتحفيزها. وقد أدى ذلك إلى استعادة التذبذبات وتحسين السيطرة الحركية في الفئران المصابة بالسكتة الدماغية.
نتائج الدراسة
عند اختبار DDL-920 على نماذج فئران مصابة بالسكتة الدماغية، لاحظ الباحثون تحسنًا ملحوظًا في القدرة على الحركة، مماثلًا لما يحققه العلاج الطبيعي المكثف. هذا الاكتشاف يعد خطوة أولى نحو تطوير علاجات دوائية تساعد المرضى الذين يواجهون صعوبات في الالتزام ببرامج العلاج الطبيعي التقليدية.
قد يهمك: السر المفاجئ وراء التصلب المتعدد: ليست المناعة… بل الأمعاء
اقرأ أيضًا: دراسة: تناول الدجاج بانتظام قد يزيد من خطر الوفاة بسرطانات الجهاز الهضمي
التحديات المستقبلية
رغم النتائج المشجعة، لا يزال من الضروري إجراء دراسات إضافية لتقييم سلامة وفعالية DDL-920 في البشر. الانتقال من التجارب الحيوانية إلى التجارب السريرية يتطلب وقتًا وجهدًا لضمان الأمان والفعالية. ومع ذلك، يمثل هذا البحث تقدمًا كبيرًا في مجال إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية. كما يفتح الباب أمام تطوير علاجات دوائية تكتمل أو حتى تستبدل بالعلاج الطبيعي التقليدي.
يعد DDL-920 مثالًا على كيف يمكن للبحث العلمي أن يحدث تحولًا في طرق علاج الأمراض المعقدة مثل السكتة الدماغية. بينما ننتظر المزيد من الدراسات السريرية، يمكن القول إن هذا الدواء يمثل بارقة أمل للعديد من المرضى الذين يسعون لاستعادة حياتهم بعد السكتة الدماغية.
