السمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة

"النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم قبل سن الخمسين_ بمقدار الضعف مقارنة بالنساء اللواتي يمتلكن مؤشر كتلة جسم طبيعي (BMI) "، وفقاً لبحث جديد قاده باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس.

الإصابة بسرطان القولون والمستقيم
السمنة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة

في الولايات المتحدة، انخفضت المعدلات الإجمالية لحالات سرطان القولون والمستقيم الجديدة والوفيات الناجمة عن المرض بشكل مطرد منذ عام 1980.

ويرجع ذلك الانخفاض إلى حد كبير إلى الفحص عن طريق تنظير القولون ابتداء من سن الخمسين.

ولأسباب_لا تزال مجهولة_ظهرت حالات ووفيات جديدة بسبب كلًا من سرطان القولون والمستقيم بشكل متزايد للبالغين من 20 إلى 49 عامًا.

وتعد الدراسة التي نُشرت في دورية JAMA Oncology _من بين أولى التحليلات الإحصائية للعوامل المحتملة التي تساهم في الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة_تحت سن الخمسين.

ووجد الباحثون أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم الحالي، ومؤشر كتلة الجسم عند عمر الـ18، وزيادة الوزن منذ بداية البلوغ ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تحت سن 50.

دراسة عوامل زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة

شملت الدراسة تحليل بيانات 85256 امرأة_تتراوح أعمارهن بين 25 و44 عامًا_ من دراسة سابقة بدأت في عام 1989.

وقد جمع الباحثون معلومات مفصلة عن وزن الجسم طوال مسار الحياة، وتاريخ العائلة المرضي والتنظير.

بالإضافة إلى معلومات عن نمط الحياة في بداية الدراسة، ثم كل سنتين إلى أربع سنوات.

وحتى عام 2011، شخّص الأطباء 114 حالة من سرطان القولون والمستقيم تحت سن الخمسين.

يقول كبير الباحثين في علم وبائيات السرطان_يين تساو: "إن النتائج التي توصلنا إليها تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على وزن صحي، بدءاً من بداية مرحلة البلوغ للوقاية من سرطان القولون والمستقيم المبكر".

وبالمقارنة مع النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم الأقل (18.5 :22.9 كجم/متر مربع)، ارتفع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكر بمقدار الضعف لدى النساء ذوات مؤشر كتلة الجسم الأعلى (أكثر من 30).

مؤشر كتلة الجسم الطبيعي

وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن مؤشر كتلة الجسم الطبيعي هو 18.5-24.9 كيلوجرام لكل متر مربع.

بينما يشير مؤشر كتلة الجسم من 25-29.9 إلى زيادة الوزن، وأكبر من 30 إلى البدانة.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال سرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة نادرًا نسبيًا_حوالي ثمان حالات لكل 100 ألف شخص.

ولكونهم لا يتلقون فحوصًا روتينية، فغالبًا ما يتم تشخيص الحالات في مراحل متأخرة من المرض، مما يجعل العلاج أكثر صعوبة.

وقد قدر الباحثون أن قرابة 22%من سرطان القولون والمستقيم المبكر يمكن منعه لو امتلكت جميع المشاركات مؤشر كتلة جسم طبيعي.

ووفقًا للباحثين، فإن هذه الدراسة لا تثبت بشكل قطعي أن زيادة الوزن هي سبب سرطان القولون والمستقيم المبكر.

ومن الممكن أن يكون مؤشر كتلة الجسم بمثابة بديل لعوامل الخطر الأخرى التي قد تؤثر على مخاطر سرطان القولون والمستقيم، بما في ذلك متلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري.

ويقول الباحثون أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات للكشف عن أفضل الطرق لتحديد المعرضين لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في الأعمار الأصغر.

يقول تساو: "إن البيانات الجديدة تشير أيضًا إلى أن سرطان القولون والمستقيم المبكر قد يكون مختلفا على المستوى الجزيئي عن الحالات التي يتم تشخيصها في الأعمار المتقدمة".

"نظرًا لأن سرطان القولون والمستقيم المبكّر يحدث بشكل نادر، نحتاج إلى المزيد من الأبحاث التعاونية لفهم سبب تزايد معدلات الحالات والوفيات بين الأشخاص الأصغر سنًا وما يمكن عمله لإبطاء هذا المعدل".

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى