هل ينبغي إجراء الفحص الدوري لمستويات الكوليسترول بالدم بدءًا من سن الخامسة والعشرين؟

أشارت دراسة جديدة قام بها باحثو جامعة هامبورج الألمانية إلى ضرورة إجراء الفحص الدوري لمستويات الكوليسترول بالدم لدى الشباب، وذلك بمجرد الوصول إلى سن 25 عامًا.

وأكد الباحثون أن الشباب في تلك السن ربما يعتقدون أنهم في مأمن من سلبيات ارتفاع الكوليسترول الضار بدمائهم.

ولكن الدراسة الحالية_التي شملت تحليل بيانات أكثر من 400000 شخص من 19 دولة حول العالم_قد أثبتت أن تشخيص ارتفاع الكوليسترول في وقت مبكر من الحياه ربما يحميهم من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية أو الجلطات خلال سنواتهم القادمة.

الفحص الدوري لمستويات الكوليسترول بالدم
هل ينبغي إجراء الفحص الدوري لمستويات الكوليسترول بالدم بدءًا من سن الخامسة والعشرين؟

وأشار الباحثون إلى أنه بمجرد اكتشاف زيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، يتم وصف جرعات بسيطة من الستاتينات لحل تلك المشكلة.

أي أن التشخيص المبكر يتيح الفرصة لتفادي “المخاطر طويلة الأجل” المرتبطة بزيادة الكوليسترول على صحة القلب والأوعية الدموية.

يقول مؤلفو الدراسة_في بحثهم المنشور بدورية The Lancet_أن ارتفاع الكوليسترول قبل سن الـ45 يُضاعف احتماليات الإصابة بالنوبات القلبية وتصلب الشرايين.

ولذلك، ينبغي إجراء الفحص الدوري واتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية في حالة زيادة مستويات (LDL) بالدم.

ويؤكد الباحثون أن العلاج لا يشمل تناول الستاتينات فقط، وإنما أيضًا اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بشكل منتظم.

يقول ستيفان بلانكبرج_أستاذ أمراض القلب بجامعة هامبورج: "إن ارتفاع الكوليسترول في سن الشباب يزيد من فرص الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية في سن 75 عامًا".

"إن خفض الكوليسترول الضار مبكرًا يمكنه حماية 25% من الرجال، و12.5% من النساء من تلك المخاطر المستقبلية".

ويضيف بلانكبرج: "إذا كان عمرك بين 25-30 عامًا، فينبغي عليك البدء بمعرفة مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، والكوليسترول الجيد (HDL) في أقرب وقت".

وقد صرحت الهيئات الصحية بالمملكة المتحدة_في أحدث توصياتها_بأن النمط الغذائي يلعب دورًا حاسمًا في تحديد نسبة الكوليسترول بالدم.

وأكدت أن اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان تندرج ضمن الأطعمة التي ترفع مستويات الكوليسترول الضار بنسبة كبيرة.

ولكن ليس فقط الطعام هو ما يُساهم في رفع مستويات الكوليسترول بالدم، وإنما قد يحدث ذلك نتيجة أسباب وراثية.

ويؤكد الدكتور فابيان برونر_الباحث الرئيسي بالدراسة: "بمجرد تشخيص ارتفاع الكوليسترول الضار تحت سن 35 عامًا؛ فإننا ننصح المريض بإجراء بعض التعديلات على نمط حياته".

"وإذا ظل الوضع دون تحسن_أو تحسن بشكل طفيف، فإننا سنلجأ لوصف جرعات محددة من الستاتينات لحماية القلب والأوعية الدموية".

وأشار برونر إلى أهمية المتابعة نصف السنوية_على الأقل_لهؤلاء الأشخاص طوال فترة العلاج، فربما يتطلب الأمر زيادة أو خفض جرعة الستاتينات.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى