الكلى الاصطناعية/ بارقة أمل لمرضى الفشل الكلوي

كلية اصطناعية بديلا لزراعة الكلى

تعاني العديد من دول العالم من أزمة حادة في مجال زراعة الأعضاء، حيث يصل عدد المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة كلى إلى عشرات الآلاف، في حين لا تتجاوز عمليات الزراعة الفعلية بضعة آلاف سنويا فقط. ما يعني أن الآلاف يتوفون كل عام أثناء انتظارهم فرصة الحصول على كلية جديدة. ومنهم من يلجأ إلى الغسيل الكلوي الذي يتضمن العديد من المضاعفات والآثار الجانبية. فهل يمكن أن تكون الكلى الاصطناعية حلًا نهائيًا لمعاناة مرضى الفشل الكلوي؟

زراعة الكلى الاصطناعية

زراعة الكلى الاصطناعية
زراعة الكلى الاصطناعية

يأمل الباحثون في هذا الصدد التمكن من إنهاء معاناة مرضى الفشل الكلوي من خلال نهج مستقبلي جديد ألا وهو تطوير كلية بيولوجية اصطناعية قابلة للزرع. وهذا الأمل يقترب ببطء من الواقع. إذ تم اختبار النماذج الأولية بنجاح في الأبحاث قبل السريرية، ومن الممكن أن تكون هناك تجارب سريرية في المستقبل.

يوضح الباحثون أنه على الرغم من أهمية الحلول المتاحة في التوقيت الحالي لمرضى الفشل الكلوي بما في ذلك الغسيل الكلوي وزراعة الكلى، فإنهما ليسا أفضل الحلول. إذ تقوم الكلى السليمة بمجموعة متنوعة من الأشياء التي لا يستطيع غسيل الكلى توفيرها. كما أن عملية زرع الأعضاء التي تعد من أفضل العلاجات على الإطلاق، تواجه الكثير من الصعوبات والعوائق منها ندرة الأعضاء المانحة. لذلك يهدف الباحثون إلى تطوير كلية اصطناعية تعمل على غرار الكلى البشرية، حيث تقوم بتصفية الدم وإزالة الفضلات منه. كما أنها قابلة للزرع داخل الجسم البشري. لتفادي مشكلات ندرة الأعضاء والتكاليف العالية والوقت وغيرها من الصعوبات التي تواجه مرضى الفشل الكلوي سواء في عمليات زراعة الكلى أو الغسيل الكلوي.

يأمل الباحثون أن تكون الكلى الاصطناعية بمثابة حل سحري لأزمة نقص الأعضاء. حيث سيتسنى إنتاجها بالملايين وزرعها في أجسام المرضى الذين يحتاجون إليها. تستهدف هذه التقنية الأشخاص الذين يمرون بالمرحلة الخامسة من مرض الكلى، وهي المرحلة النهائية. عندما تفشل الكلى، ويكون غسيل الكلى هو الخيار الوحيد للحفاظ على الحياة.

كما أنها ستكون بمثابة بديل أفضل عن طريقة الغسيل الكلوي التقليدية. إذ ستمكن المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي دون قيود.

لعل زراعة الكلى الاصطناعية (Artificial kidney) تستطيع أن تجعل غسيل الكلى شيئًا من الماضي. ونضع آلات غسيل الكلى في المتاحف مثل الرئة الحديدية، التي كانت حيوية للغاية لإبقاء الأشخاص على قيد الحياة منذ عدة عقود مضت.
لذلك فإن فكرة الكلى الاصطناعية القابلة للزرع تمثل أملاً كبيراً في حل أزمة مرضى الفشل الكلوي. إذا ما تحققت وأثبتت نجاحها في التجارب السريرية المستقبلية.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى