كيف يفسر الباحثون عدم تحمل ممارسة التمرينات الرياضية بعد الإصابة بالكورونا؟

يعد عدم تحمل التمارين الرياضية، أو عدم القدرة على أداء النشاط البدني بالمستوى المتوقع أو المرغوب فيه، أحد الأعراض العديدة المرتبطة بكوفيد طويل الأمد. في إحدى الدراسات، ساعد باحثون من جامعة ييل في شرح السبب الواضح وراء عدم القدرة على تحمل التمرينات الرياضية بعد الإصابة بالكورونا.

فهم آلية ما يحدث للجسم بعد الإصابة بالكورونا

فهم آلية ما يحدث لأجسامنا بعد الإصابة بالكورونا
فهم آلية ما يحدث للجسم بعد الإصابة بالكورونا

عندما يشكو المريض من ضيق في التنفس أو عدم تحمل التمارين الرياضية. عادةً يقوم الأطباء بإجراء اختبارات مثل: الأشعة المقطعية، أو مخطط صدى القلب، أو اختبار وظائف الرئة؛ لتحديد ما إذا كان العرض ناجمًا عن مشكلات في الرئتين أو القلب لأنه عادةً ما يكون أيًا منهما. ومع ذلك، في بعض الحالات، لا يظهر أي خلل في القلب أو الرئتين، وأغلبهم من المصابين بكوفيد 19 طويل الأمد.
بالنسبة لهؤلاء المرضى، فإن الخطوة التالية عادةً تكون اختبار الجهد عبر تمرين القلب والرئة. حيث يركب المريض دراجة ثابتة أو يركض على جهاز المشي بينما تقوم أجهزة الاستشعار بتتبع النشاط الفسيولوجي حتى النقطة التي يشعر فيها الشخص بأنه يجب عليه التوقف عن التمرين. لكن، لا يزال هناك مرضى لا يكشف لهم هذا النوع من الاختبارات عن سبب عدم تحمل التمارين الرياضية.
وتعد جامعة ييل واحدة من الأماكن القليلة التي تتوفر بها نسخة أكثر تقدمًا من هذا التقييم. يعرف باختبار الجهد القلبي الرئوي الغازي (iCPET). في هذا الاختبار، يتم إدخال قسطرة حساسة للضغط في الشريان الرئوي، وهو أحد الأوعية الدموية الرئيسية في الرئتين، وفي الشريان في المعصم. يقوم الأطباء بتتبع مقاييس مختلفة أثناء ممارسة المرضى للتمارين لمراقبة كيفية عمل القلب والرئتين والأوعية الدموية.

خطوات ونتائج الدراسة

شارك في الدراسة الجديدة، 55 مريض من المتعافين من الكورونا، ويعانون من عدم تحمل التمارين الرياضية. بما في ذلك 41 لم يظهر لديهم أي خلل في وظائف القلب أو الرئة بعد الاختبارات الأولية واختبار iCPET.
وجد الباحثون أن استخلاص الأكسجين من أنسجة الجسم كان متضررًا لدى المرضى الذين يعانون من أعراض عدم تحمل التمارين بعد الإصابة بكوفيد post-COVID. على الرغم من أن القلب كان يضخ الدم المؤكسد بشكل جيد والرئتين كانتا توفران كميات كافية من الأكسجين.
يعتقد فريق الدراسة، أن هذه النتائج مهمة لمرضى كوفيد طويل الأمد. خاصة الذين لا يهتمون باستكمال العلاجات لمتاحة حاليًا لعدم تحمل التمارين البدنية. وتشمل هذه الخيارات فيتامينات عالية الجرعة ودواء البيريدوستيغمين، وهو دواء لضعف العضلات.

إن الفائدة الأهم لهذا البحث هي تبديد الخرافات الشائعة التي ظهرت حول عدم تحمل التمارين الرياضية بعد الإصابة بالكورونا. فقد تم إخبار بعض المرضى أن أعراضهم ناتجة عن عدم التكييف أو التراجع بسبب قلة النشاط البدني وأن إعادة التهيئة وحدها ستعالج المشكلة. وهذه الفرضية تتعارض مع نتائج الدراسة الحالية. التي تدعم فكرة وجود خلل فسيولوجي واضح هو السبب الأساسي للأعراض التي يعاني منها مرضى كوفيد طويل الأمد.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى