تدخين الحشيش خلال المراهقة يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب

صرح باحثون بريطانيون وكنديون بأنهم وجدوا أدلة قوية تظهر أن تدخين الحشيش خلال المراهقة يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بعد البلوغ بنسبة 37٪.

وقالوا أن هذه النتائج تمثل تحذيرًا للعائلات التي ترى أن استخدام الحشيش مظهرًا طبيعيًا من مظاهر نمو ونضوج أبنائهم.

وأضاف الفريق البحثي أن الدماغ النامي كان الأكثر عرضة لمخاطر تدخين الحشيش بشكل خاص.

وقد حذر الباحثون من جامعة أكسفورد وجامعة ماكجيل في مونتريال من أن انتشار تعاطي الحشيش بين الشباب يمثل قضية صحية مهمة للغاية.

وذلك لأن الأنواع المتاحة منه في الوقت الحالي تميل لكونها أقوى بكثير مما كان عليه في السابق.

تدخين الحشيش خلال المراهقة
تدخين الحشيش خلال المراهقة يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب

تشير الإحصائيات إلى أن واحدًا من بين كل تسعة شباب في بريطانيا وويلز يدخنون الحشيش.

ولكن من المؤسف أن بعض الآباء يشعرون بأريحية تجاه تدخين أبنائهم للحشيش ظنًا منهم أن خطره منخفض.

تقول الدكتورة أندريا سيبرياني من الفريق البحثي: "إن الأدلة على وجود علاقة بين تدخين الحشيش والإصابة بالاكتئاب واضحة".

"هذه معلومات مهمة نقدمها للآباء والمراهقين، فقد يكون الخطر الحالي متواضع، ولكن تأثيره المستقبلي يمكن أن يكون مدمرًا

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد المخاطر الفعلية لتدخين الحشيش بهذه الطريقة.

دراسة العلاقة بين تدخين الحشيش خلال المراهقة وفرص الإصابة بالاكتئاب

نظر الباحثون في 11 دراسة سابقة شملت أكثر من 23 ألف شاب، وذلك وفقًا لما نشر في دورية JAMA Psychiatry.

وتم استبعاد الشباب الذين أظهروا بالفعل علامات الاكتئاب، أو كان لديهم تاريخ عائلي إيجابي للإصابة به.

ووجدت الدراسة أن تعاطي الحشيش قبل سن الـ18 زاد من احتمالية إصابة الفرد بالاكتئاب في سن البلوغ أي قبل سن الـ35 بنسبة 37٪.

وهو ما يعني أن حالة واحدة بين كل 14 من حالات الاكتئاب في تلك الفئة العمرية والتي تقدر بحوالي 60000 في المملكة المتحدة يمكن أن تعزى إلى تعاطي المخدرات في سنوات المراهقة.

كما بحثت الدراسة أيضا في إمكانية وجود ارتباط بين تعاطي الحشيش وبين ارتفاع معدلات القلق ومحاولات الانتحار.

وقد كان هناك بالفعل خطر متزايد من القلق في سن الرشد، ولكن لم تعتبر هذه الزيادة ذات دلالة إحصائية.

وفي الوقت نفسه، ازدادت رغبة المراهقين في الانتحار بمقدار 3 مرات جراء تدخينهم الحشيش في تلك الفترة الحساسة من حياتهم.

ولكن البيانات المتعلقة بذلك لم تعتبر قوية بما يكفي لاستخلاص استنتاج قاطع.

وعلى الرغم من النتائج السابقة، لم يتمكن الباحثون من إثبات أن تعاطي الحشيش يسبب الاكتئاب بشكل مؤكد.

وبدلاً من ذلك، اكتفوا فقط بقول أن الصلة التي تربطهما معًا تبدو قوية، نظرًا لتأثير الحشيش الواضح على الدماغ النامي.

فالدلائل تشير إلى أن الحشيش يؤثر على أجزاء الدماغ التي تحكم التفكير العقلاني والعاطفي، وكذلك مستويات السيروتونين التي تؤثر على المزاج.

ولتأكيد الصلة بينهما يجب إجراء التجارب على الشباب، وهو أمر لن يحدث أبداً لأنه غير أخلاقي.

يقول البروفيسور سير روبن موراي _الطبيب النفسي بجامعة كينج كوليدج لندن: "لا يمكن اعتبار هذا البحث نهائيا، لكنه أقر بأن النتائج صحيحة على الأرجح".

وأضاف موراي أنه من المرجح انخفاض مخاطر الحشيش كلما انخفضت كمية وقوة التدخين، ولكن ذلك شيء لم تتطرق إليه الدراسة.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى