دراسة: التعرض للزحام المروري لمدة ساعتين فقط قادر على إتلاف خلايا الدماغ !

ذكرت دراسة حديثة قادها باحثو جامعة كولومبيا البريطانية أن التعرض للزحام المروري لمدة قصيرة _لا تتجاوز الساعتين_ قادر على إحداث تلف ملحوظ في خلايا المخ، وتراجع متزايد في الوظائف الحيوية والوظيفية للدماغ.

التعرض للزحام المروري
دراسة: التعرض للزحام المروري لمدة ساعتين فقط قادر على إتلاف خلايا الدماغ !

حيث ذكرت الورقة البحثية _التي نشرت في مجلة Environmental Health_ أن استنشاق أبخرة العوادم الناتجة عن احتراق وقود الديزل من الممكن أن تُسبب آثاراً كارثية على المخ؛

وهو ما أظهرته اختبارات قياس كفاءة الوظائف الدماغية على الأشخاص الذين تعرضوا لتلك الأبخرة.

وقد ركزت الدراسة على قدرة الدماغ على الاتصال الوظيفي (Functional connections) بين أجزائها المختلفة؛

ومدى تفاعل المناطق الدماغية مع بعضها البعض.

وتُعد تلك الدراسة _بحسب تصريح الباحثين_ هي الأولى من نوعها التي تظهر دليلًا مُحققًا على أن شبكة الاتصال الدماغي في الأشخاص تتغير نتيجة التعرض لتلوث الهواء من حولهم.

يقول كريس كارلستين _رئيس قسم طب الجهاز التنفسي بجامعة كولومبيا: "لقد اعتقد العلماء لسنوات متعددة أن الدماغ قد يكون محميًا من الآثار الضارة لتلوث الهواء".

ويضيف: "تقدم دراستنا دليلًا _لا يمكن التشكيك في صحته_ على وجود علاقة بين تلوث الهواء والقدرات الإدراكية في البشر".

لكن تقدم هذه الدراسة ، التي تعد الأولى من نوعها في العالم ، أدلة جديدة تدعم العلاقة بين تلوث الهواء والإدراك."

خلال الدراسة، تم تعريض 25 شخصًا من البالغين الأصحاء إما لعادم الديزل أو الهواء المرشح في المختبر؛

وتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس نشاط الدماغ قبل وبعد كل تعرض.

وكان من ضمن أنواع الاتصال الدماغي التي ركز الباحثون على اختبارها هي شبكة الوضع الافتراضي للدماغ (DMN).

تتضمن شبكة DMN عدة مناطق دماغية مرتبطة ببعضها البعض؛

والتي تلعب دورًا في تكوين الأفكار واسترجاع الذكريات الداخلية للأشخاص.

وقد أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن الأشخاص المعرضين لعوادم الديزل لديهم نشاط DMN أقل؛

وذلك مقارنةً بالمجموعة التي استنشقت الهواء النقي المرشح بداخل المختبر.

كما ارتبط الاتصال الوظيفي المتغير في شبكة DMN بالأداء المعرفي المنخفض و زيادة فرص ظهور أعراض الاكتئاب؛

وهو ما أثار قلق الباحثون لتعرض الغالبية من المواطنين للتلوث المروري لفترات طويلة يوميًا.

وذكرت الورقة البحثية أن التأثيرات العصبية الناتجة عن عوادم كانت مؤقتة نسبيًا؛

فقد استعاد الأشخاص نشاطهم الدماغي بعد التعرض للهواء النظيف خلال فترات متفاوتة.

إلا أن الباحثون يتوقعون بأن التعرض طويل المدى _مثل الجلوس في زحام مروري بشكل يومي_ قد يتسبب في مزيد من الضرر الدائم.

وفي حين أننا لا نعرف مقدار عوادم السيارات التي يمكن أن تسبب تلفًا طويل الأمد في الدماغ؛

ينصح الباحثون بضرورة تقليل التعرض للهواء الملوث قدر الإمكان، حفاظًا على الجهاز العصبي وكافة أنظمة الجسم في المقام الأول.

دكتور أحمد الحسيني

طبيب متخصص في مجال طب وجراحة العيون- مستشفيات جامعة المنصورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى