التحاليل الجينية للبكتيريا تتنبأ بمخاطر العدوى للمرضى بعد زراعة الكبد

زراعة الكبد هو أحد الإجراءات الجراحية الذي يتم فيها زرع كبد سليم للمريض من متبرع حي أو متوفى. بدلًا عن الكبد المريض، ومع الفوائد العديدة التي توفرها هذه العملية للمرضى، إلا أن الأشخاص الذين يخضعون للعملية معرضون لخطر الإصابة بعدوى ما بعد زراعة الكبد، التي يمكن أن تكون مهددة للحياة.

أجرى الباحثون في جامعة شيكاغو دراسة كشفت عن طرق جديدة للتنبؤ بمخاطر العدوى بعد زراعة الكبد من خلال التحاليل الجينية للبكتيريا الموجودة في براز المرضى. تشير نتائج الدراسة إلى أنه يمكن استخدام هذه التحاليل للتنبؤ بحدوث العدوى بنسبة دقة تشابه الاختبارات السريرية.

التنبؤ بمخاطر العدوى للمرضى بعد زراعة الكبد

التنبؤ بمخاطر العدوى للمرضى بعد زراعة الكبد
التنبؤ بمخاطر العدوى للمرضى بعد زراعة الكبد

يتعرض مرضى زراعة الكبد بشكل خاص للإصابة بالعدوى المقاومة للأدوية. في أثناء الدراسة، أجرى الباحثون تحليلًا لعينات البراز لما يزيد عن 100 مريض خضعوا لزراعة كبد، بهدف معرفة ما إذا كان التركيب الجيني للبكتيريا الموجودة في الأمعاء لديهم يؤثر على مخاطر الإصابة بالعدوى.

كشف الباحثون عن مجموعة واسعة من تركيبات البكتيريا المعوية لدى المرضى المختلفين. تتكون البكتيريا المعوية السليمة من أكثر من تريليون خلية بكتيرية، مع آلاف الأنواع من البكتيريا وقد توصل الباحثون من خلال هذه الدراسة أن العديد من المرضى يعانون من انخفاض التنوع البكتيري، فعلى الرغم من أنهم لا يزالون يملكون أكثر من ترليون خلية، إلا أنه لديهم نوع واحد من البكتيريا. وعادةً يكون هذا النوع ضار ومقاوم للمضادات الحيوية.

وجد الباحثون أن البكتيريا المعوية الصحية تنتج العديد من المستقلبات الرئيسية، وهي جزيئات يتم تصنيعها من خلال الهضم أو عمليات كيميائية أخرى داخل الجسم. وتشمل هذه المستقلبات الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. بالإضافة إلى الأحماض الصفراوية الثانوية التي تنتجها البكتيريا عند تعديل الأحماض الصفراوية البشرية لتتناسب مع احتياجاتها الخاصة.

واتضح أنه في البكتيريا المعوية المتنوعة، تشمل هذه الاحتياجات محاربة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. ومن أمثلة ذلك، بعض الأحماض الصفراوية شديدة السمية للبكتيريا مثل: المكورات المعوية المقاومة للفانكوميسين (VRE). وهي نوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي تسبب بشكل متكرر الالتهابات لدى المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية أو علاج السرطان أو العناية المركزة.

بعد ذلك، قام الباحثون بفحص بياناتهم لمعرفة ما إذا كان هناك ارتباط بين تكوين الميكروبيوم والتهابات ما بعد الجراحة. وتبين أن كمية البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في التركيبة الجينية للبكتيريا يمكن أن تتنبأ بحدوث العدوى بدقة تشابه الاختبارات السريرية.

اقرأ أيضًا: موافقة FDA على اعتماد عقار ريمديسفير لمرضى الكبد المصابين بالكورونا

التنبؤ بالعدوى من خلال المستقلبات

ثم أخذ الفريق خطوة أخرى إلى الأمام. وبدلاً من تحديد تسلسل الجينوم لتحديد أنواع بكتيرية محددة. قرروا النظر فقط إلى المستقلبات الموجودة في براز المرضى. لمعرفة ما إذا كانت تلك الجزيئات تقدم نفس القيمة التنبؤية. وقد سمحت لهم المستقلبات وحدها بتصنيف المرضى إلى فئتين هما: الميكروبيومات الصحية والميكروبيومات غير الصحية. وفي النهاية وجد العلماء أن بإمكانهم استخدام المستقلبات للتنبؤ بما إذا كان المريض معرضًا للإصابة بالعدوى أم لا.

قد يهمك: نهج جديد لعلاج سرطان الكبد

إصلاح البكتيريا المعوية لمنع العدوى

صرح الباحثون بأن الخطوة التالية في مسار هذا البحث ستتضمن التحقيق فيما إذا كان يمكننا استخدام هذه النتائج لتصحيح الميكروبيومات microbiomes. إذ يمكن للمرضى الذين لديهم ميكروبيومات معوية غير صحية ذات نوع واحد ويعانون من خطر كبير للإصابة بالعدوى، أن يتلقوا ميكروبيومات معوية صحية من مصادر خارجية لاستعادة إنتاج المستقلبات المفيدة. بما في ذلك جزيئات مثل: الأحماض الصفراوية الثانوية التي يمكن أن تساعد في الحماية ضد الالتهابات المقاومة للمضادات الحيوية.

ختامًا، تشير هذه الدراسة إلى أن صحة الميكروبيومات في الجهاز الهضمي تلعب دورًا في التنبؤ بخطر الإصابة بالعدوى بعد زراعة الكبد. يمثل هذا البحث خطوة مهمة في تطوير طرق جديدة لمنع العدوى بعد زرع الكبد.

دكتورة سارة الشافعي

أخصائية تحاليل طبية ومترجمة طبية وعلمية وكاتبة محتوى طبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى